اشتوكة.. المحكمة الإدارية تجرد نائب رئيس جماعة آيت عميرة من عضويته

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

قضت المحكمة الإدارية بمدينة أكادير، مطلع هذا الأسبوع، بتجريد النائب الأول لرئيس مجلس جماعة آيت عميرة وعضو المجلس الإقليمي لاشتوكة آيت باها، لحسن أقديم، من عضويته داخل كل من الجماعة الترابية والمجلس الإقليمي، بناءً على دعوى تقدم بها حزب الأحرار.

ويأتي هذا الحكم استنادًا إلى معطيات متعلقة بتصويت سابق للمعني بالأمر ضد ميزانية المجلس الإقليمي قبل سنوات، وهي واقعة وُصفت آنذاك بأنها موقف سياسي داخلي، غير أن العودة إليها في هذا التوقيت أعادت فتح تساؤلات كثيرة حول الخلفيات الحزبية التي قد تكون وراء الدعوى، خصوصًا في ظل ما يبدو أنه توتر داخلي صامت داخل التنظيم السياسي على مستوى الإقليم.

– “لوفيس”: مستهدف سياسياً وحزبيًا ومُقصى تنموياً

وفي خروج إعلامي مثير للجدل، اختار لحسن أقديم، الملقب بـ”لوفيس”، الرد على القرار القضائي من خلال مقطع فيديو بثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وجّهه مباشرة إلى ساكنة إقليم اشتوكة آيت باها، ولا سيما بجماعتي آيت عميرة وسيدي بيبي، حيث تحدث عن ما سماها “حملة ممنهجة لإبعاده عن المشهد السياسي”، متهمًا أطرافًا حزبية بمحاولة إسكات صوته وعرقلة دفاعه على قضايا محلية .

ووصف أقديم نفسه في الفيديو بأنه من “أبناء الحزب الأوفياء”، قائلاً إنه كان من أوائل من أدخلوا التجمع الوطني للأحرار إلى آيت عميرة حين “لم يكن أحد يعرفه”، بحسب تعبيره، متسائلًا عن أسباب التحول المفاجئ داخل الحزب ضده، وعن خلفية رفع دعوى عزله، التي قال إنها جاءت بسبب رفضه الانصياع لما وصفها بـ”الممارسات الفاسدة” داخلياً.

– اتهامات بالإقصاء وتهميش جماعة آيت عميرة

لم يتوقف “لوفيس” عند حدود خلافه الحزبي، بل اتهم المجلس الإقليمي، الذي يترأسه حزبه، بـ”تهميش جماعة آيت عميرة” وحرمانها من مشاريع تنموية أساسية، بينها ملاعب القرب، والنقل المدرسي، واتفاقيات شراكة اجتماعية. وقال في تصريحه: “أكثر من سنتين وأنا أواجه، وحين لم تُجْدِ الطرق الأخرى، لجؤوا إلى القضاء”، معبرًا عن ثقته الكاملة في استقلالية القضاء ونزاهته قبل ان يصدم من حكم المحكمة هذا الأسبوع .

– تصريحات مثيرة تطال جماعات وأعيان

وفي سياق أكثر حساسية، أشار أقديم إلى ما اعتبره “اختلالات مالية كبيرة” بجماعة سيدي بيبي، لافتًا إلى ما قال إنها “مبالغ تفوق 160 مليون سنتيم، يفترض أنها مستحقات ضريبية لم تُؤدَّ للجماعة من طرف أحد الأعيان”، كما لمح إلى استحواذ غير قانوني على أراضٍ بأثمنة بخسة من طرف فاعلين محليين، دون أن يسميهم، مبرزًا أن “من يجب أن يُحاسَب ليس من يدافع عن الساكنة، بل من يستغل نفوذه لمصالح شخصية”، على حد قوله.

– معركة مستمرة… بـ”حزب جديد”

وفي ختام رسالته، وجّه أقديم نداءً مباشراً إلى الناخبين، مؤكدًا أن “صوت المواطن هو الفيصل، وليس التزكية الحزبية”، ومعلنًا عزمه العودة في الانتخابات المقبلة بـ”حزب جديد يدعم الكفاءات”، حسب تعبيره. وأضاف: “لم تكن معركتي يوماً من أجل الكرسي، بل من أجل خدمة الساكنة ورفع التهميش عن جماعتي”.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى