وجدة .. الصيادلة يهددون: أزمة خانقة تستوجب تدخلاً عاجلاً(فيديو)

هبة بريس – أحمد المساعد

في ظل الأوضاع المتأزمة التي تعيشها مهنة الصيدلة في المغرب، دقّ صيادلة المملكة ناقوس الخطر، محذرين من اختناق حقيقي يُهدد استمرارية القطاع ودوره الحيوي في خدمة صحة المواطن. وجاء ذلك خلال لقاء صحفي نظمه تجمع نقابات صيادلة صيدليات المغرب، حيث عبّروا عن سخطهم من تجاهل مطالبهم المشروعة من طرف وزارة الصحة والحماية الاجتماعية.

أكد المتدخلون أن الصورة النمطية السائدة لدى الرأي العام، والتي تُصور الصيدلاني كشخص يعيش في رفاهية وبذخ، هي صورة مغلوطة لا تعكس الواقع المرير الذي يعيشه كثير من الصيادلة. فالعديد منهم يعانون من أزمات مالية خانقة تهدد وجودهم المهني، وتدفع ببعضهم نحو إغلاق صيدلياتهم أو العجز عن تغطية التكاليف التشغيلية الأساسية.

أبرز المشاركون في اللقاء، أن الملف المطلبي للصيادلة ظل حبيس رفوف الوزارة منذ سنوات، دون تحقيق أي من النقاط التي يتضمنها، رغم أهميتها القصوى سواء للصيادلة أو لصحة المواطن المغربي. ويضم الملف قضايا حيوية أبرزها:

حق الاستبدال: الذي يُمكن الصيدلي من صرف دواء مكافئ في حالة نفاد الدواء الأصلي، وهو إجراء معمول به في عدد من الدول لحماية صحة المواطن وتسهيل الولوج للعلاج.

محاربة الأدوية المجهولة المصدر: حيث أشار المتدخلون إلى تفشي بيع الأدوية بشكل غير قانوني في الأسواق والمواقع الإلكترونية، ما يشكل تهديداً مباشراً للصحة العامة.

تعويضات صحية عادلة: طالب الصيادلة بإعادة النظر في منظومة التعويضات، لتشمل جميع الأدوية الضرورية بأسعار مناسبة، بدل سحب بعضها من التعويض بدعوى تصنيفها كمكملات غذائية، رغم استخدامها الطبي الواسع.

التخفيض العقلاني لأسعار الأدوية: شدّدوا على أنهم ليسوا ضد تخفيض الأسعار، بل يطالبون بذلك شريطة أن يتم بعقلانية ووفق دراسات تشاركية تشمل جميع المتدخلين، وعلى رأسهم الصيادلة.

وعبّر ممثلو تجمع نقابات صيادلة صيدليات المغرب عن استيائهم من الإقصاء غير المبرر، رغم قانونيتها ومصداقيتها، من جلسات الحوار مع وزارة الصحة. وأكدوا أن هذا النهج يقوض الثقة بين المهنيين والمؤسسات، ويعكس غياب الإرادة السياسية الحقيقية لحل مشاكل القطاع.

أشار المتدخلون إلى نجاح الإضراب الوطني الذي دعت إليه النقابات في 13 أبريل 2023، بنسبة بلغت 99%، مما يعكس حجم الاحتقان في صفوف الصيادلة. ورغم هذا النجاح، فإن الوعود التي قُدمت من طرف الوزارة بقيت حبرًا على ورق، ما يدفعهم إلى التفكير في خطوات تصعيدية قادمة، قد تشمل تنظيم وقفات احتجاجية وإضرابات أكثر شمولًا في حال استمرار التجاهل.

وفي ذات السياق، أكد التجمع النقابي على ضرورة إشراك الصيادلة في صياغة السياسات الصحية المتعلقة بالدواء، بدل اعتماد قرارات فوقية غير واقعية. وطالبت الوزارة باعتماد مقاربة تشاركية عادلة ومنصفة، تراعي المصلحة العامة وتحترم دور الصيدلي كمكون أساسي في المنظومة الصحية.

وفي الختام، وجه المشاركون في اللقاء نداءً للسلطات الوصية بضرورة التحرك العاجل لإنقاذ المهنة، مؤكدين أن مطالبهم لا تقتصر على تحسين أوضاعهم، بل تصب كذلك في مصلحة المواطن المغربي، من خلال ضمان استمرار الخدمة الصيدلانية بجودة وكفاءة.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى