نظام العسكر يواصل انتقامه من الصحافي الفرنسي كريستوف غليز بعزله داخل سجون الجزائر

هبة بريس

كشفت سيلفي غودار، والدة الصحافي الرياضي الفرنسي كريستوف غليز، في تصريح لوكالة فرانس برس اليوم الخميس، أنّ ابنها ما زال يحافظ على معنويات مرتفعة رغم ظروف حبسه القاسية في الجزائر، حيث يقضي عقوبة جائرة بالسجن سبع سنوات بتهم وُصفت بأنها “تمجيد للإرهاب”، والتي عادة ما يلفقها النظام الجزائري لمنتقديه من أجل قمع الأصوات الحرة.

عزل النظام الجزائري للصحافي كريستوف غليز عن العالم الخارجي

وقالت غودار، التي تمكنت من زيارة ابنها مرتين في سجنه بمدينة تيزي وزو بمنطقة القبائل منذ إدانته في يونيو، إن ابنها “يتمتع بروح قتالية، لكنه يعاني عزلة تامة عن العالم الخارجي”، وهو ما يكشف طبيعة الاعتقال التعسفي الذي يفرضه النظام الجزائري على الصحافيين المستقلين.

وفي انتظار محاكمته في الاستئناف المقررة في الخريف المقبل، طالبت سيلفي وزوجها فرنسيس بعدم استغلال قضية غليز كأداة لتصفية الحسابات السياسية بين الجزائر وفرنسا، مشددَين على ضرورة التعامل مع الملف من زاوية إنسانية وحقوقية، لا كسلاح دبلوماسي في يد السلطات الجزائرية.

وغليز، الذي يُعد الصحافي الفرنسي الوحيد المحتجز حالياً في الخارج، هو صحافي مستقل متخصص في كرة القدم، ومؤلف مشارك لكتاب حول “العبودية الحديثة” التي يتعرض لها اللاعبون الأفارقة الباحثون عن مستقبل أفضل.

تهم سياسية

وكان قد توجه إلى الجزائر لإنجاز تقرير عن نادي شبيبة القبائل، أحد أبرز الأندية في المنطقة، قبل أن يُعتقل في 28 ماي 2024، ويوضع تحت المراقبة القضائية لأكثر من 13 شهراً مع منعه من مغادرة البلاد.

وفي نهاية يونيو، أصدر القضاء الجزائري حكماً قاسياً بحقه بتهم وُصفت من منظمة “مراسلون بلا حدود” بأنها سياسية الطابع، من بينها “تمجيد الإرهاب” و”حيازة منشورات دعائية تضر بالمصلحة الوطنية”. وتستند هذه التهم إلى مجرد تواصله مع قيادي في شبيبة القبائل، تصفه السلطات الجزائرية بأنه زعيم حركة تقرير مصير القبائل (الماك) المصنفة تعسفاً كمنظمة إرهابية منذ 2021.

وهكذا، تكشف قضية كريستوف غليز الوجه الحقيقي للنظام الجزائري: نظام يخشى حرية الكلمة، ويزج بالصحافيين في السجون بتهم ملفقة، محاولاً إخماد أي صوت يفضح واقعه الداخلي الهش.

 



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى