زايو.. أين اختفى جهاز السكانير؟ تحقيق في لغز الوعود المؤجلة

هبة بريس – محمد زريوح

منذ أربع سنوات، ما يزال سكان مدينة زايو يترقبون وصول جهاز “السكانير” الذي أعلنت وزارة الصحة تخصيصه لفائدة مستشفى القرب سنة 2021. غير أن الواقع اليوم يكشف صورة مغايرة: المستشفى ما زال يفتقر لهذا التجهيز الحيوي، فيما المرضى يضطرون إلى التنقل لعشرات الكيلومترات من أجل فحوصات أساسية.

الوثائق الرسمية الصادرة سنة 2021 تحدثت عن تخصيص جهاز سكانير حديث (32 شريحة) للمدينة، وهو ما بعث آمالاً كبيرة وسط الساكنة. لكن الجهاز لم يصل قط إلى مستشفى زايو. السؤال الذي ظل مطروحًا منذ ذلك الحين: هل تم تحويله إلى وجهة أخرى؟ أم أن الملف تم طيّه بصمت داخل أروقة الوزارة؟

الملف عاد للواجهة في 2023، بعدما أكد وزير الصحة، خالد آيت الطالب، في لقاء مع النائبة البرلمانية فريدة خنيتي، تخصيص جهاز جديد لزايو خلال سنة 2024. غير أن ما وقع لاحقًا زاد الغموض تعقيدًا: الجهاز الموعود حُوِّل بقرار وزاري إلى المستشفى الإقليمي بجرسيف، بينما وُجه لزايو جهاز قديم (16 شريحة) سبق استعماله لسنوات، ولم يصل هو الآخر إلى المستشفى المحلي حتى اليوم.

المسؤولية هنا تتقاسمها أطراف متعددة. الوزارة تؤكد أن القرار جاء في إطار تدبير جهوي، والمديرية الجهوية اكتفت بتنفيذ التعليمات. لكن الأصوات التي ترتفع في زايو توجه اللوم أيضًا إلى المنتخبين المحليين، الذين لم يظهر لهم موقف واضح أو تحرك ملموس للدفاع عن هذا الملف، رغم ما له من أهمية قصوى بالنسبة لصحة الساكنة.

المتتبعون يرون أن صمت المنتخبين يثير أكثر من علامة استفهام: لماذا لم يتم إصدار بيانات قوية أو تنظيم مبادرات احتجاجية للدفاع عن حق المدينة في تجهيز صحي أساسي؟ وهل اختُزل دورهم في الظهور خلال الحملات الانتخابية فقط، بينما القضايا الجوهرية تُترك لمصيرها المجهول؟

هكذا، وبعد سنوات من الوعود والتأجيلات، ما زالت زايو تنتظر “سكانيرها” الذي لم يصل، وسط إحباط كبير لدى الساكنة وأسئلة معلقة تبحث عن جواب: من المسؤول عن ضياع سكانير 2021؟ ومن سمح بتحويل سكانير 2024؟ والأهم: من يحاسب عن هذا التلاعب بحقوق مدينة ما تزال تبحث عن أبسط شروط العدالة الصحية؟



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى