
تصحيح رؤية “لوموند” حول صحة الملك…نهج مغلوط واستنتاجات غير دقيقة
هبة بريس – عبد اللطيف بركة
في مقالها المنشور اليوم الاثنين 25 غشت، والذي يمثل الجزء الأول من سلسلة مكونة من ستة أجزاء عن الملك محمد السادس تحت عنوان “أجواء نهاية فترة محمد السادس”، ارتكبت صحيفة لوموند الفرنسية هفوة مهنية في تناول حالة الملك الصحية وربطها بتراجع نفوذه السياسي، ورغم أن الصحيفة أضافت بعض التفاصيل التي تم تداولها في الصحافة المغربية، إلا أن معظم محتوى المقال يعد مجرد إعادة نشر لما سبق أن ذكره الصحفي الإسباني إغناسيو سمبريرو، المعروف بموقفه المتحامل على المغرب.
– صحة الملك: قضية شفافية وأمان
أول ما يجب توضيحه هو أن صحة الملك محمد السادس لم تكن يوماً محط سرية أو موضوع تجنب في المغرب، ففي كل مرة تعرض فيها الملك لوعكة صحية، كان الديوان الملكي والطبيب الخاص يُصدران بيانات رسمية توضح الوضع الصحي للملك، بل إن الملك، بصفته رمزاً للمملكة، لم يتردد في الظهور أمام الشعب في مناسبات متعددة رغم حالته الصحية، مُظهراً بذلك إنسانيته وشفافيته.
من أبرز الأمثلة على ذلك، ظهوره العفوي على شاشة التلفزيون العمومي وهو يستقبل رياضيين بينما كان متكئاً على عصاه، أو حتى الصور الرسمية التي نُشرت له أثناء إجراء عملية جراحية على القلب في أحد مستشفيات باريس، حيث كان محاطاً بأفراد أسرته، في جميع هذه الحالات، كانت الرسالة واضحة: الملك يواصل أداء مهامه رغم الظروف الصحية.
– الاستنتاجات المغلوطة حول تراجع الدور السياسي للملك
أما فيما يخص استنتاج الصحيفة الفرنسية بأن مرض الملك وسفرياته المتكررة قد أديا إلى تراجع دوره السياسي، فيجب التأكيد على أن هذا الاستنتاج لا يستند إلى الواقع، فعلى الرغم من الظروف الصحية، لم يتوقف الملك محمد السادس عن ممارسة مهامه الدستورية،بل على العكس، كان دائم الحضور في الأحداث الوطنية الكبرى، مثل المجالس الوزارية، افتتاح البرلمان، والمناسبات الدينية والوطنية.
ولا يمكن أن ننسى دوره الفاعل في تنظيم وتوجيه التظاهرات العالمية الكبرى، مثل مؤتمر المناخ COP22 في مراكش، الذي كان له دور كبير في تحقيق النجاح. الملك محمد السادس ظل حاضراً أيضاً في الأزمات الكبرى التي مرت بها المملكة، مثل حادثة الطفل ريان (2022)، جائحة كوفيد-19، وزلزال الحوز (2023). كما تابع شخصياً العديد من القضايا الاستراتيجية، كالماء والطاقة والتنمية، وأدارها بالتعاون مع الحكومة والمؤسسات الوطنية.
– التاريخ يشهد: القادة والمرض
ليس الملك محمد السادس وحده من قاد وطنه رغم الظروف الصحية. التاريخ مليء بأمثلة عن قادة عالميين الذين لم تمنعهم أمراضهم من الوفاء بواجباتهم الوطنية. فالرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت قاد الحرب العالمية الثانية وهو على كرسي متحرك، بينما قاد رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل بريطانيا خلال أحرج فترات الحرب رغم تقدمه في السن ومعاناته الصحية، وهناك الكثير من الأمثلة لكن ” لوموند” ليس لها الوقت لنبش تاريخ هؤلاء القادة .
– المغرب في أيدٍ أمينة
كل من تتبع او سمع عن ما نشره ، يطمئن لوموند الفرنسية على مستقبل المملكة المغربية. فالواقع يؤكد أن الشعب المغربي، بكل فئاته، يظل متماسكاً وراء ملكه، وهذا هو الضمان الحقيقي لاستمرار الاستقرار والازدهار. كما أن البيعة التاريخية بين الملك والشعب تظل ثابتة وراسخة، ولن تؤثر فيها لا الصحة ولا غيرها من العوامل.
المغرب مستمر في مسيرته نحو المستقبل، ولن تقف أمامه أي محاولات لتشويه صورته أو نشر استنتاجات غير دقيقة حول قيادته.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X