
تحويل أول مسجد تاريخي في مليلية إلى مركز إسلامي ضخم يثير التساؤلات
هبة بريس-محمد زريوح
في خطوة أثارت موجة من الجدل داخل مدينة مليلية المحتلة، كشف مصادر موثوقة عن مشروع مغربي طموح لتحويل مسجد التيسوريو التاريخي إلى مركز إسلامي كبير، يهدف إلى إعادة إحياء الدور الديني والاجتماعي للمسجد وسط الجالية المسلمة.
ويأتي المشروع بميزانية ضخمة تُقدر بثمانية ملايين يورو، ويضع نصب عينيه الجمع بين الحفاظ على التراث التاريخي للمسجد وتقديم بنية حديثة تخدم مختلف الأنشطة الدينية والتعليمية.
ووفق المصادر نفسها، فإن المسجد، الذي يُعتبر أول مسجد أقيم في المدينة المحتلة، سيتم هدم بنيته الداخلية بالكامل، مع الاحتفاظ بالجدار الخارجي التاريخي، في محاولة لتحقيق توازن بين الحفاظ على التاريخ والتجديد المعماري.
وأشار المصدر إلى أن إعداد المشروع حتى الآن استلزم ميزانية بلغت 80 ألف يورو، موضحاً أن التصميم الأولي تضمن مئذنة، إلا أنه تم التراجع عنها بعد النقاشات المكثفة حول الشكل النهائي للمركز، ما يعكس حساسية المشروع تجاه المجتمع المحلي والتراث التاريخي للمدينة.
ولم يخلُ المشهد من الجدل، إذ أعرب بعض الفاعلين بمليلية عن قلقهم من أن المشروع قد يضعف استقلالية النسيج الإسلامي بمليلية المحتلة، بينما اعتبر آخرون أنه فرصة نادرة لتطوير البنية الدينية والاجتماعية للمسلمين في مليلية وإضفاء بعد حضاري على المكان.
ويبقى التساؤل الأبرز: كيف يمكن لمشروع بهذا الحجم أن يوازن بين التراث والحداثة، وبين الانتماء بمليلية والرؤية المغربية الطموحة؟ هذه الأسئلة ستظل محور متابعة دقيقة في الأيام المقبلة، وسط اهتمام واسع من المجتمع المحلي والإعلام الإقليمي والدولي.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X