
الحوز.. إعادة الإعمار تواجه الطبيعة القاسية وتمنح الأمل للناجين
محمد الهروالي – هبة بريس
تخوض السلطات المحلية بإقليم الحوز سباقًا مع الزمن لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار بعد الزلزال المدمر، وسط تحديات طبيعية قاسية تتمثل في التضاريس الجبلية الوعرة، والانهيارات الأرضية المتكررة، وخطر الشعاب المائية، ما حوّل أوراش البناء إلى مسار متكامل لإعادة الاستقرار وضمان سبل عيش آمنة للساكنة.
في جماعة “أنكال”، اضطرت السلطات إلى إعادة توطين 14 مسكنًا بدوار “سلامت” بسبب تهديد مباشر من الشعاب المائية، في قرار وصفه السكان بـ”الصعب لكن الضروري”، وفق شهادة لعلي، عامل بناء وأب لأربعة أطفال، لوكالة المغرب العربي للأنباء.
ورغم التعقيدات المرتبطة بتفويت الأراضي، ساهم التعاون بين السلطات والسكان في تسريع وتيرة الأشغال، ما مكّن من تجاوز بعض التأخر الذي سُجّل في المرحلة الأولى. وأكدت مصادر محلية أن 28 أسرة جرى نقلها إلى موقع آمن، مع بلوغ نسبة تقدم الأشغال نحو 80%، في انتظار إنهائها بشكل تام مع متم شهر يوليوز الجاري، وفق تصميم معماري متكامل يشمل المرافق العمومية.
وفي إطار تقييم شامل للمخاطر، صنّفت السلطات 14 دوارًا ضمن المناطق الممنوعة من البناء أو المسموح بها بشروط مشددة، ما أدى إلى نقل أزيد من 724 أسرة إلى مواقع بديلة، بفعل تهديدات جيولوجية كبرى، من أبرزها الانجرافات الأرضية وتساقط الصخور من أعالي الجبال، إلى جانب صعوبة الولوج.
وفي دوار “آيت أوزكري” المجاور، فرضت ظاهرة انجراف التربة نقل 21 مسكناً، بينما كان الخوف من فقدان الأرض والذاكرة الجماعية هاجساً للسكان، إلا أن المقاربة المتبعة ضمنت لهم الأمان دون المساس بكرامتهم.
أما في دوار “تنصغارت” التابع لجماعة آسني، فقد تم نقل جميع السكان إلى موقع جديد بعد أن أثبتت الدراسات الجيولوجية هشاشة التربة وخطورة البناء في الموقع السابق. وفي مشهد مؤثر، عبّر الحاج إبراهيم، وهو رجل سبعيني كفيف، عن امتنانه قائلاً: “كنت أعيش في الظلام، لكن الدعم الذي وصلني أنار حياتي.”
هذه النماذج تعكس أن ورش إعادة الإعمار بإقليم الحوز يتجاوز البناء ليكون مشروع حياة جديد، يعيد الأمل ويؤسس لواقع أكثر أمناً واستقراراً في مواجهة قسوة الطبيعة.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X