إضرابات وشيكة بمطار مدريد تهدد بتعطيل رحلات “رايان إير” نحو المغرب ابتداءً من غشت

عمر الرزيني-مكتب برشلونة

يستعد مطار مدريد-باراخاس، أحد أكثر المطارات حيوية في أوروبا، لدخول مرحلة اضطراب غير مسبوقة، بعد إعلان شركة “أزول هاندلينغ” المتخصصة في خدمات المناولة الأرضية عن تنظيم سلسلة من الإضرابات تمتد من غشت إلى نهاية دجنبر 2025، احتجاجاً على ما وصفته النقابات بـ”الانتهاكات الجسيمة” في حقوق العمال وسوء ظروف العمل.

الإشعار بالإضراب، الذي تم تقديمه رسمياً إلى السلطات الإسبانية يوم 2 غشت، يأتي بعد شهور من المفاوضات الفاشلة بين ممثلي العمال وإدارة الشركة، حيث عبّرت النقابات عن استيائها من استمرار ما أسمته “الاستغلال الممنهج” للموظفين، من خلال فرض ساعات إضافية بشكل قسري، التلاعب بالعقود لتفادي الترسيم، التمييز في الأجور، وعدم تنفيذ قرارات قضائية صادرة لصالح المستخدمين.

الإضراب، الذي سيتوزع على تواريخ متفرقة خلال الأشهر الخمسة المقبلة، يتزامن مع فترات حساسة تشمل نهاية العطلة الصيفية، العودة المدرسية، وأعياد نهاية السنة، مما ينبئ بتداعيات واسعة على الحركة الجوية، لا سيما الرحلات المرتبطة بدول المغرب العربي.

ومن بين الشركات التي يُرتقب أن تتأثر بشكل مباشر، تبرز شركة “رايان إير” التي تعتمد بشكل كبير على خدمات “أزول هاندلينغ” داخل مطار مدريد، وتشغّل عدداً كبيراً من الرحلات اليومية نحو مدن مغربية مثل فاس، مراكش، طنجة، الناظور، أكادير، الصويرة و الداخلة. ويُتوقع أن يشعر الآلاف من المسافرين، خصوصاً من الجالية المغربية المقيمة في فرنسا، بلجيكا، وهولندا، بانعكاسات هذا الإضراب نظراً لاعتمادهم الكبير على مطار مدريد كنقطة عبور رئيسية نحو المغرب.

النقابات العمالية دعت، في بيانها، المسافرين إلى تفهّم دوافع هذا الإضراب، مشددة على أن الهدف ليس تعطيل مصالح الركاب، بل الضغط على الإدارة لاحترام حقوق العمال وتحسين أوضاعهم المهنية والإنسانية. وأكدت استعدادها لخوض تصعيد أكبر في حال استمرار التجاهل والتعنت من طرف إدارة الشركة.

وفي ظل هذا السياق، توصي مصادر مهنية المسافرين الذين ينوون السفر عبر مطار مدريد خلال هذه الفترة بمتابعة آخر المستجدات المتعلقة برحلاتهم، والتنسيق المسبق مع شركات الطيران، كما يُنصح بأخذ الحيطة عند تخطيط الرحلات، واعتبار خيارات بديلة عبر مطارات أخرى إذا استدعت الضرورة



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى